مـدونـة تـنـّكـْـدَّا - Ten Nkda

أعزائي توجد راوبط تم تغييرها من المصدر ..
(نتقبل ملاحظاتكم وآرائكم)

لتصفح المواضيع أذهب للصفحة الرئيسية أو موقعها عاى الفيس بوك>>أسفل حوض السمك

الأحد، يوليو 28، 2013

زفة عريس... للكاتبة حنان أبو حيمد


اتمنى الاطلاع على النص في ملاحظاتي 
تحية لكل من مر من هنا

قال لها : أماه اريدك أن تزفيني وأنا عريس

والبارحة كان العريس ممداً في كيس

محاطاً بالبياض

آآآآه
ياقلب أمك أصبح اليوم تعيس

كانت عنه تتحدث بحماسة كم هو طيب وحنون

كان قلبها ينبض بتسارع

حين تسمعها تشك أنها ستصاب بالجنون

ولدها البار الذي لا ينام قبل أن يقبل يديها ويعانق قدميها

فلذة كبدها هناك على السرير الأبيض

يتنفس بفعل الأجهزة وتراقبه  العيون

جلست بقربه وأخذت تقرأ القرآن عليه

تنتظر أن يتحرك أي حركة أن يمسكها بيديه

نادته يا محمد أنا أمك أنا راضية عليك

محمد حبيبي جاوبني أنا فداء عينيك

قبلت يديه وأخبرته كم تحبه وأخذت تسمي  وبالآيات ترقيه

حبيبي ياولدي يا قطعة من قلبي وربي أحبك

هنا اهتزت قدميه وتحرك صدره شعرت بشيء مربك

نادت الممرضات من حولها أخبرتهم فقالوا لها يا خالة أدعي ربك

يا خالة ادعي ربك

ورفعت للرب يديها

والدمع قد أغرق عينيها

يارب أسألك  أن يفيق ولدي

يا الله ارجع لي عضيدي وسندي

ذهبت للإدارة تستأذنهم أن تحضر له شيخ

وهناك جلست ترتدي ثوب الحزن وتحمل الرجاء

تصف لهم ولدها تخبرهم كم يحبها واكثرت المديح والثناء

تأثر الجميع بحالها والكل أخذ يدعو له ولها

تحمل صوره وهو صغير

وتحكي وتحكي عنه الكثير

كان يأخذها معه أينما ذهب

لا يمل من صحبتها ولا يشعر بالتعب

سألتها رفيقتي قالت لها أليس عندك غيره ولد ؟

قالت عندي عشرة لكن  محمد لا يشبه أحد

محمد يختلف عنهم جميعاً

محمد وجه السعد

وافقوا أن تحضر له الشيخ ليقرأ عليه الرقية

وخرجت مسرعة  عادت إليه

منعوها من الدخول إلى غرفة العناية المركزة

قالت : هل مات ؟

وشعرت بأن في قلبها شيء يوخزه

طلبوا منها الجلوس في الاستراحه

ولسان حالها لا يشعر بالراحه

أخبرها الطبيب أن ولدها قد فارق الحياة

أن حبيبها محمد فلذة كبدها قد مات

ولم يسمحوا لها أن تراه

فأشارت لهم رئيسة التمريض بأن يتركوها تودعه

والكل من حولها متأثر

ويذكر الله ويستغفر

وهي لا ترى غيره تحدثه وكأنه حي

تردد اه يامحمد يامن كنت تحن علي

تقبل قدميه وتقبل جبينه

وتقول لهم الآن ستسمحون لي أن أعانقه

أليس كذلك ؟

تلتفت إلى الممرضات تسألهن ..هل لقنتوه الشهادة ؟

اخبروني بربكم

نعم أنتِ هل كنتِ إلى جانبه وهو يموت ؟

هل أتعبته سكرات الموت ؟

هل أخرج أي نفس ؟ هل أصدر أي صوت ؟

كان الكل يحبس في صدره الدموع

كان الموقف صعباً  لا يوصف

مسحوا جسده ونظفوه

وفي كيس أبيض وضعوه 

وحين قرروا  أن يأخذوه

قالت لحظة

طلب مني أن أزفه وهو  عريس

هيا معي إلى الثلاجة زفوه

وتبلل خمارها بالدموع كانت كالمطر

وهي تزفه إلى بارئه خالق البشر

وتدعو له بقلب الأم أن يرزقه الله الجنة آمين

وأن يزوجه ربه من حور العين


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 


حدثت هذه القصة مساء البارحة على أرض الواقع

أمام مشهد من صديقتي المقربه جداً

حكت لي ما حدث

وأثرت بي حد النخاع

في الساحل الشرقي على ضفاف تلك الأرض  الرطبه بالحب والبساطة

حيث القلوب النقية تستقبلك دائماً بابتسامة

هناك لا جفاف لا جفاف

لكن الوجع ينالك من رأسك حتى أطرافك

حين تحدث الفاجعة وتنهال على قلبك المصيبة

كان مقدراً أن يموت هناك كان المكان يناديه كل يوم

كان يقول لأمه أريد أن أذهب إلى الواجهة البحرية ولا يذهب

حتى كان أمر الله

كان يجلس معها في أحد المقاهي في مجمع تجاري قريب من

الواجهة البحرية وفجأة نهض عن كرسيه

وقال لها : أمي أشعر بضيق في صدري ، اسمحي لي سأتركك قليلاً وأذهب إلى الواجهة البحرية

قالت له وهي تشعر بقلق غريب انتابها :انتبه على نفسك ياولدي

وكانت هذه هي آخر عبارة سمعها من والدته

محمد شاب عمره 22 عاماً توفي البارحة في المستشفى 

بعد اسبوع وهو في حالة موت دماغي إثر الحادث الذي تعرض له على الواجهة البحرية في كورنيش الدمام

حيث كان برفقة احد اقربائه من الشباب الذي توفي في حينه

نسأل الله للشابين الرحمة والثبات عند السؤال وأن يصبر أهلهم وذويهم ويهلمهم الصبر

والسلوان وأن يسخر لأم محمد ولدٌ بار من بقية أولادها ليعوضها  في هذا المصاب العظيم  


حنان أبوحيمد
26 سبتمبر
2010